كان النوع الموسيقي الشعبي قبل أن يعرف تسميته الحالية يوصف "بالمديح" أو المغربي من طرف الجمهور و الفنانين الذين كانوا يمارسونه في بداية القرن العشرين.
ومن الناحية التاريخية، يمكننا أن نحدد تسمية "شعبي" لهذا النوع في الفترة التي تم فيها إنشاء الفرق الموسيقية ضمن البرامج الإذاعية باللغتين العربية و القبائلية في إذاعة الجزائر و ذلك في عام 1946.
يرجع فضل هذه المبادرة الحميدة إلى المختص الكبير في الموسيقى و المسؤول الفنّي الأوّل في هذه المؤسسة السيد بودالي سفير (1908 - 1999 ).
لقد كان يشرف على هذه الفرق الموسيقية كلّ من السيد محمد فخارجي بالنسبة للموسيقى الأندلسية و السيد خليفي أحمد على الموسيقى البدوية و الشيخ نور الدين على الموسيقى القبائلية و الشيخ الحاج أمحمد العنقاء على هذا النوع الذي لم تكن له بعد تسمية نهائية كان يقال عنه بأنّه "المغربي" أو "مغيربي" في غرب البلاد أو "مديح" بالوسط حيث أتت كلمة "مداحين" أو مدّاح بالمفرد و هذه الكلمة لها علاقة بالقوّال و لهذا السبب و لأسباب أخرى كان يطلق على كل الشيوخ قبل الحرب العالمية الثانية تسمية مدّاح.
الشيخ أمحمد المدّاح (بالنسبة للعنقاء) الشيخ السعيد المدّاح (بالنسبة للسعيد لعور) الشيخ عبد الرحمان المدّاح ( بالنسبة للسعيدي) الشيخ أحمد المدّاح إلى آخره.....
لقد تمّ في عام 1946 قرار تسمية "شعبي" على هذا النوع من الموسيقى نسبة إلى الكلاسيكي الأندلسي و البدوي و القبائلي و العصري.
إنّ عبارة "شعبي" أيّ الموسيقى الشعبية قد انتشرت تسميتها بعد اندلاع حرب التحرير الوطني.
أمّا بالنسبة للفترة المعاصرة، فان الشيخ الحاج أمحمد العنقاء الذي نجح في إضفاء هيأة موحّدة للنوع الشعبي و هو جانب مرجعي إلى القيمة الأدبية و الشعرية وتطبيق إيقاع ملائم للطاقة الحيوية للسكان الشباب في مجموعه.
و من الواضح أن مساهمة الأساتذة الآخرين لها أيضا فائدتها، و لنذكر على سبيل المثال الشيوخ مصطفى سعيدي الملقب بالشيخ الناظور و الحاج مريزق و سعيد المدّاح و محمد قبايلي و خليفة بلقاسم و الحاج منوّر و تيجيني بن رازم و دحمان الحرّاشي و محمد ماروكان و علي مبروك و الحسناوي و سليمان عازم و هم الذين يشكلون الجيل الأوّل.
كما أننا نذكر بأن الشيوخ عمر العشاب و الحاج حسن السعيد و بوجمعة العنقيس
و الهاشمي قروابي و حسيسن و الطاهر بن أحمد و معزوز بوعجاج و عمر مكرازة و محمد زربوط الى آخره هم من الجيل الثاني.
أمّا الجيل الثالث فهو يتكون من عبد القادر شاعو و عمر الزاهي و عبد الرحمان القبي
و كمال بورديب و عبد القادر قسوم و حسيسن سعدي و عبد القادر شرشم و الشاذلي معمّر
و ابراهيم باي و الحبيب بن الطاهر و محمد طوبال و رشيد نوني و عمر بوجمية الى آخره، أمّا الجيل الأخير الذي يبدأ من 1980 إلى يومنا هذا فهم عبد المجيد مسكود و عزيوز رايس و رضا دوماز و كمال مسعودي و نور الدين علام و نصر الدين قاليز و لمراوي محمد
و مصطفى يانس و ديدين كاروم إلى آخره.
و تجدر الإشارة إلى التجربة الناجحة التي قام بها الملحن محبوب باتي في السبعينات
و التي أعاد النّظر في طريقة التلحين و في محتوى الكلمات حيث أعطى نظرة جديدة لهذا النوع الشعبي الذي جمع العدد الكبير من الجماهير.
لقد كانت هذه المحاولة الناجحة مع المطرب الحاج الهاشمي قروابي الأكثر تمثيلا للنوع الشعبي في السبعينات
إرسال تعليق